Rechercher dans ce blog

Shyla Stylez
(From Wikipedia, the free encyclopedia)

Shyla Stylez (born September 23, 1982 in Armstrong, British Columbia, Canada) is the stage name of Amanda Friedland, a Canadian pornographic actress.
Early life
She was interested in entering pornography in her teens. She moved to Vancouver and worked as both a stripper and a webcam model, in addition to appearing in nude pictorials. In her off-time, she would contact studios by email and phone to find out how to appear in movies.
Career
She credits Erik Everhard with being the person to formally introduce her to the business.She appeared in her first film, Slap Happy by Anabolic Video, in 2000 at the age of 18. She signed an exclusive relationship with Jill Kelly Productions in 2002 and would later marry their CEO, Bob Friedland, in 2002. They divorced in 2003.
Controversy
Stylez was involved in a sex scandal with former Orange County assistant-sheriff George Jaramillo, where she was noted as having had several sexual encounters with him.
Other workS
tylez hosted the Los Angeles independent TV show Un-Wired TV in 2007.
Achievements
In 2010, she was named by Maxim as one of the 12 top female stars in porn.
Awards and nominations2003 AVN Award nominee – Best New Starlet
2007 XRCO Award nominee – Best Cumback

2007 AVN Award nominee – Best All-Girl Sex Scene, Video – Girlvana 2, Zero Tolerance Entertainment with Sammie Rhodes and Jenaveve Jolie
2008 AVN Award nominee – Best Supporting Actress, Video – Coming Home, Wicked Pictures
2008 AVN Award nominee – Best Interactive DVD – My Plaything: Shyla Stylez, Digital Sin
2009 AVN Award nominee – Best Tease Performance – Curvy Girls

2009 AVN Award nominee – Best POV Sex Scene – Full Streams Ahead
2009 AVN Award nominee – Best Group Sex Scene – Pirates II
2010 AVN Award nominee – Best POV Sex Scene – Jack's POV 12
2011 Urban X Awards Hall of Fame


الغيب ، أو ما وراء حدود التّفكير الإنساني



!!!من أنا ؟ من أين أتيت ؟ لماذا أنا موجود ؟ ماذا يوجد خلف الوجود ؟؟؟

يقول الإنسان من أنا ، و كأنّه يتساءل ضمنيّا ً عن كيفيّة و سبب تواجده بجسمه العضوي ، و كأنّه يقول أنّه أعطي جسدا ً ، و أنّه سيّد على جسده ، و غيرها من الأسئلة الّتي يترفّع بها الإنسان عن جسده "الحيوانيّ " الفاني ، و يوحي أنّه أسمى من أن يكون "مجرّد" منظومة عضويّة لا تختلف كثيرا ً عن سائر الحيوانات ، و يبحث عن "نفسه" في بدنه ، فيحتار إن كان مستقرّا ً بدماغه أم أنّه روح متواجدة في كلّ عضو و خليّة من هذا الجسد ، و يطمأنّ لفكرة الرّوح لنفوره من حقيقة الزّوال ، فلا يضيره زوال الجسم إذا استمرّ "هو" أي "روحه" في الوجود.

و على افتراض أنّ الإنسان هو المخلوق الوحيد الّذي يملك ذكاء ً كافيا ً لإدراك نفسه و بيئته ، و أنّ هدف أيّ مخلوق حيّ هو البقاء و التّكاثر، فإنّ الفكرة المضادّة لفرضيّة "الرّوح ذات الجسد" (المذكورة في الفقرة السّابقة) هي أنّ الذكاء و الإدراك هما من مظاهر الحياة الّتي تميّز الكائن الحيّ ، و على هذا الأساس ، تكون جينات الإنسان قد دفعت بالقدرة الدّماغيّة إلى التّطوّر ، و جعلت من الذكاء التّكيف الوحيد تقريبا ً للإنسان ، و يكون "العقل" بذلك خادما ً للكائن البشريّ و استمراره و بقاء جيناته ، و ليس العكس.

و هكذا كان الذكاء وسيلة الكائن البشري للتّغّلب على منافسيه و السّيطرة على بيئته ، و لأنّ الهدف من هذا التّكيّف محدّد سلفا ً بطريقة ما ( و أفترض شخصيّاً أن تكون الجينات) ، فإنّ طريقة التّفكير الإنساني نفسها يجب أن تكون محدّدة الأهداف و بالتّالي محدودة ً. و الظّاهر أنّ أوّل ما بدأ الإنسان التّفكير به ، هو ما يسدّ به حاجاته الأساسيّة من مأكل و ملبس يقيه الحرّ و البرد و طرق للاحتماء من الأخطار الطّبيعيّة ، كالحيوانات المفترسة ، فيتعلّم مثلا ً أنّ "سبب" هروب طريدة ما (غزال مثلاً) هو إحداث ضجّة ، و أنّه لإسقاط فيل أرضا ً (مثلا ً) يتوجّب استخدام الكثير من السّهام "للتّسبّب " في موته بينما يكون "سبب" نجاته من الهجوم استخدام عدد غير كاف من السّهام قاومها جسده "بسبب" حجمه الكبير ...الخ.

فالواضح إذا ً ، و بعيدا ً عن النّظريّات الفلسفيّة ، أنّ الإنسان يفكّر وفقا ً لمبدأ " أنّ لكلّ شيء سبباّ "، و هو نفس المبدأ الّذي سمح له بتطوير وسائل تقنيّة و أسلحة و بنايات لأهداف تزيد من حظوظه في البقاء ، و هو ما تحقّق له في زمن قياسيّ مقارنة ً بالكائنات الأخرى المماثلة(الثّدييات) ، و تحوّل الكائن الجوّال شيئا ً فشيئا ً إلى الاستقرار و التّجمّع ( العيش في تجمّعات "سبب" إضافي لإبعاد الحيوانات الخطيرة) ، و أصبحت حياته أسهل بينما استمرّ عقله في التّفكير ، لكن هذه المرّة في ظلّ ظروف أفضل ، فالأمن (غذائي ّ كان أم من خوف ...الخ) فتح آفاقاً جديدة للعقل البشريّ ، لكنّها آفاق محدودة بأمّ التّفكير البشري : "لكلّ شيء سبب".

و من ناحية أخرى ، تبدو المخيّلة البشريّة محدودة من حيث أنّها لا تستطيع أن تفترض شيئا ً لا يستند إلى المعطيات المتوفّرة ، فالوحوش و المخلوقات الخرافيّة مثلا ً ، هي عبارة عن إعادة تركيب لحيوانات يعرفها الإنسان تضاف لها أحيانا ً أجزاء و صفات هي الأخرى معروفة و مستمدّة من الواقع ، فالتّنّين ما هو إلاّ ثعبان (حيوان) كبير الحجم (الحيوانات الكبيرة الحجم مهيبة ) و له أجنحة (كالصّــقر) و عوض أن يكون سلاحه السّم اختارت مخيّلة الإنسان ظاهرة طبيعيّة أكثر رهبة و عظمة ً هي النّار .

هاتين الصّفتين ( التّعرّف على الأسباب و الاستفادة منها من ناحية ، و القدرة على الاستنباط و التّركيب من خلال الخيال من ناحية أخرى ) جعلتا الإنسان أكثر إبداعا ً و ساعدتاه على تحقيق إنجازات و اختراع وسائل للمضيّ قدما ً في السّيطرة على محيطه و استغلاله ، بيد أنّ الجانب التّقني لم يكن المظهر الوحيد لهذه القدرة الدّماغيّة المتميّزة ، و كما ذكرت في فقرة سابقة ، فقد فتح الاستقرار و الأمن آفاقا ً جديدة ً أمام العقل ، و المقصود هنا هو التّفكير بأمور و مواضيع لا تهمّ حاجات الإنسان المادّية و إنّما تشبع نهمه المتنامي للمعرفة ، معرفة الأسباب و المقاصد ( و هذا تكرار متعمّد ، فالمقاصد )!ما هي إلاّ أسباب

و بدأ الإنسان تقصّيه للحقائق و ربطها ببعضها البعض ، محاولة ً منه لتصنيف ما يحيط به ضمن نظام معيّن و تصرّف كملاحظ مستقلّ أو غريب عن الطّبيعة ، و نأى بنفسه عنها ، يقينا ً منه أنّه أرقى من أن يكون مجرّد حيوان مفكّر ، و مضى في تعريفه للأسباب الكامنة خلف الظّواهر الطّبيعيّة وفق تسلسل منطقي مبنيّ على الملاحظة و الافتراض ، فتكرار الأحداث و ورودها وفق تسلسل معيّن في كلّ مرّة يعني أنّ الحدث قد وقع حتما ً لأنّ سببه كذا ، فمثلا ً ملاحظة نموّ العشب بعد هطول المطر ، يعني أنّ الماء سبب نموّ العشب ، و المطر لا يهطل إذا لم تكن هناك سحب ، فالسّحب إذن هي سبب هطول المطر ، و السّحب تأتي عادة ً بعد هبوب الرّياح الّذي يتزامن مع حركة تلك السّحب ، فالرّيح إذن هي سبب تجمّع السّحب ...الخ.

و تبعا ً لكلّ ما سبق ، نجد أنّ نشاطات الإنسان و حاجاته ( الزّراعة ، الإبحار...) و مخيّلته الواسعة ، و خاصّة ً فكرته عن الأسباب المؤدّية إلى نتائج (قد تخدم حاجاته ..) كلّ هذا خلق تصوّرا ً جديدا ً للوجود ، فحواه أن لا بدّ من "مسؤول" أو "مسؤولين" عن كلّ ما يحدث ، و هذا التّصوّر مبنيّ أساسا ً على أماني الإنسان و آماله أن تكون نتائج المسبّبات في صالحه ، زيادة ً على هذا ، جعلت الظّواهر الطّبيعيّة الضّارّة و الكوارث الإنسان (في القديم) يفكّر بأسباب (مسئولين) مساعدة و خيّرة ، و أخرى ضارّة شرّيرة ، و أعطتها مخيّلته صفات بشريّة ، فهي ذكيّة و مدركة و تسمع و ترى و تنتقم و تغضب و ما إلى ذلك ممّا يعرفه الإنسان عن نفسه ، و استغلّ بعض الحكماء إيمان العامّة بمثل هذه "الآلهة" لادّعاء اتّصالهم بها أو معرفتهم لوسائل و "طقوس" لإرضائها أو اتّقاء شرّها ، و هكذا ظهر أنّ بالإمكان التّحكّم بالنّاس من خلال التلويح بعصا الآلهة (أو جزرتها) ، و اختصّ كثيرون بعلم جديد يصف ما وراء الأسباب الطّبيعيّة من مسبّبات ، و نشأ المعتقد في أحضان مخاوف الإنسان و أطماعه و ما لا يدركه عامّة المفكّرين بتفكيرهم المنطقي ، فلا يملكون الحجج لدحضه لعدم توفّر معطيات ماديّة كانت أو معنويّة.

و الجدير بالذكر ، أنّ تعدّد الآلهة مردّه إلى تعدّد حاجات الإنسان و مخاوفه ، و قد سايرت العلوم الغيبيّة الفكر البشري لأنّها هي نفسها أصبحت موضوع بحث ، و عمل المفكّرون الدّينيّون على تصنيف الآلهة وفق أنظمة بشريّة ، كالعائلة أو الجيش ، و لكنّ نظريّاتهم الغيبيّة لم تصمد أمام العقل البشريّ المتحرّر شيئا ً فشيئا ً من مخاوفه القديمة ، و كانت تساؤلات الإنسان الأزليّة تعود و تطفوا إلى السّطح و تنسخ جانبا ً من قناعاته و معتقداته.

فمحدوديّة الآلهة و اختصاصها يطرح ضمنيّا ً سؤالا ً : ما السّبب ؟

"إذا كان الإله محدود ، فإنّ لذلك سبب ، و السّبب أقوى و أوسع قدرة ً منه ، لأنّه "حدّد " من قدراته ، و هو حال الآلهة الأخرى المختصّة ، فجدير بي أن أذكر و أرضي "السّبب" الّذي سبق الآلهة و اختار لها من يجب أن تكون و ما عليها فعله ".

هذا لسان حال من لم يقتنع بتعدّد الآلهة ، و الحقيقة أنّ الإنسان إذ يطرح تساؤلات حول ماهيّة الآلهة ، إنّما يفكّر بما يعرفه عن الطّبيعة و البشر و مختلف مظاهرهما ، و لا "غيب" في الموضوع ، و بالعودة إلى المثال السّابق يمكن أن نبدّل فقط كلمة " إله" برتبة عسكريّة مثلا ً : "إذا كان هذا الضابط محدود المهام ، فلا بدّ أنّ لذلك سببا ً ، فهو يأتمر بأوامر من هو أعلى منه رتبة ً ...."

و بالإنتقال تصاعديّا ً في الرّتب و الأسباب ، تتّضح صورة " الهرم" حيث القاعدة تمثّل آخر لحظة (بما فيها من موجودات و كائنات) آل إليها الكون ، و هي فعليّا ً لحظة قراءتك لهذه الكلمة ، بينما يتربّع أوّل سبب على قمّة الهرم النّقطيّة ، أي أنّها نقطة واحدة ، تمثّل الإله الواحد و الرّبّ.

إنّها أقوى فكرة دينيّة جاء بها الإنسان ، لأنّها تستند إلى أقوى عنصر افتراضي أمكن للإنسان تخيّله ، و كما استغلّ الأوّلون عقيدة تعدّد الآلهة ، فقد آوى كثير من محبّي السّلطة و القدسيّة إلى فكرة الإله الواحد ، و بدأت تحاك القصص و المعجزات عنه و افترى النّاس مجلّدات عن "الله" ، و خلقوا أديانا ً أصلحت و خرّبت في آن ، و تزاحم من يسمّون أنبياء و أتباعهم في منافسة متساوية الحظوظ "للدّفاع" عن الرّسالات الّتي خصّهم بها "الله" ...الخ

و لكنّ الملاحظ أنّ الدّين يعرّف الله على أنّه "غيب" ، و مع ذلك يصفه بصفات نجدها في أنفسنا نحن البشر ، بما فيها من شرور و سيّئات ، و هذا أمر غريب جدّا ً و يؤيّد فكرة من يقولون أنّ الإنسان هو من خلق الرّب ، أي أنّ هذا الأخير تمخّض عن مخيّلة الإنسان و طريقة تفكيره ، و يتناقض النّاطقون بالدّين مع أنفسهم عندما يتفنّنون في وصف الله ، و "ينزلونه" إلى الأرض (و ما هي كوكب متناهي الصّغر في الكون..) و يجعلون سيّد خلقه من البشر (محمّد) ، مع أنّه من  "الغيب" و أنّه " يخلق فهو ليس كمن لا يخلق"...  طيّب : أنا أطرح سؤالا ً محاولة ً منّي أن أفتري بدوري شيئا ً عن الغيب

هل يمكنكم تخيّل "شيء"، خارج " إطار" الزّمان و المكان بحيث لا يوجد حتّى الفراغ ؟؟

إنّه سؤال معقّد ، ليس لأنّ الإجابة عنه مستحيلة ، بل لأنّه سؤال " فخّ " ، فكما رأيتم ، استعملت كلمات نعرفها و نفكّر بها في إطار ما يمكننا معرفته أو تخيّل احتماله : شيء ، خارج (أو داخل) ، زمان ، مكان ، فراغ ، يوجد أو لا ...الخ ، و هذا ليس غيبا ً ، زيادة ً على أنّ الغيب هو عند الإنسان "ما لا يصل إليه إدراكه" ، وصول الإدراك أو لا ، هو أيضا ً من الاختيارات المتاحة للعقل ...الخ.

إنّها دوّامة لا تنتهي ، و لا طائل منها ، و للتّخلّص منها يطمأنّ الإنسان إلى الإيمان بالله ، و كما قيل في القرآن :

"ألا بذكر الله تطمئنّ القلوب".



تحطــّــم أصنام الإسلاميّين قي مصر و تونس

تعلّمنا منذ نشأتنا ، أنّ العالم الّذي فتحنا أعيننا عليه ، يسير وفق قواعد معيّنة حدّدتها سلفا ً سنن البقاء ، كسائر غيرنا من المخلوقات ، و أنّ البشر يتدافعون و يتنافسون لما فيه صلاحهم ، إمّا فرادى أو كمجتمعات تكوّنت لأسباب جغرافيّة أو ثقافيّة أو اجتماعيّة ، و اعتمد النّاس على وسائل عدّة لتنظيم حياتهم ، كالتّشريعات و القوانين و من ضمنها الدّين ، كما عملوا على تحسين ظروفهم المعيشيّة و الأمنيّة في البيئة من خلال مختلف الوسائل التّقنيّة و العلوم التّطبيقيّة و النّظريّة .
و كما ذكرت في مقالي بعنوان " الدّين : ديماغوجيّة الآلهة " ، فقد دفع التّنافس مختلف التّجمّعات البشريّة إمّا إلى الاستفادة من بعضها البعض ، أو للمواجهة ، و كان لهذه الأخيرة سلبيّاتها ، فزيادة على الدّمار و التّقاتل و الضّرر المباشر النّاشئ عن الاصطدام العنيف بين الثّقافات ، جعلت النّاس "يتخندقون" مع وجهائهم و حكّامهم ، و يتمسّكون و يحتمون برصيدهم الحضاري "المهدّد" من قبل منافسيهم ، و هذا ما يؤدّي إلى ركود عجلة التقدّم و الحضارة ، و هو من أسباب انحطاط أمم و أفول نجمها ، و ظهور حضارات في مجتمعات ورثت و تقبّلت إرث غيرها ، و استفادت منه أو بجزء منه في تحسين ظروفها في المجالات كافّة. فاليابان مثلا ً ، تخلّت عن انغلاقها و تقبّلت بانفتاح التّعامل مع الأوروبيّين ، و استفادت من علومهم و أفكارهم ، و تأثّرت بالثّورة الصّناعيّة الأوروبيّة ، بينما أدّى استكبار المسلمين على الأوروبيّين "الكفّار" و تفاديهم التّشبّه بهم ، إلى تقهقر مكانتهم الحضاريّة ، بسبب تأثير الدّين الدّاعي إلى المواجهة مع غير المسلمين ، و تمسّكوا بما هم على يقين أنّه ناصرهم – أي الدّين – إلى أن أصبحت الشّعوب المحسوبة على الإسلام ، ألعوبة في يد القوى الاستعمارية الّتي قطعت أشواطا ً في مجالات من العلوم و التّكنولوجيا.
و تجرّعت الشّعوب العربيّة و الإسلاميّة ويلات الإستعمار و الإستغلال ، و ألفت التّفوّق الدّنيوي للكافر ، و اطمأنّت ضمنيّا ً لاختلافها عنه " بإيمانها " ، باستثناء فئة مفكّرة نظرت بواقعيّة إلى الأمور ، و علمت أنّ أسباب تفوّق "الكافر" هي "كفره" ، لا أقول بالله ، و إنّما نكرانه لرجعيّة و تخلّف الدّين (حتّى أنّ المتنوّرين – إيلّوميناتي – حسبوا على الشّيطان إبّان الحكم الكنسي في أوروبّا) ، و قام روّاد الفكر المعاصر بإنعاش الحياة الثّقافيّة و الفكريّة في المجتمعات العربيّة و الإسلاميّة ، ممّا أدّى إلى انفتاح كثير من الشّباب على الأفكار المعاصرة ، و شكّلوا جيلا ً ثوريّا ً لا يؤمن بالمستحيل و لا يستكين إلى ضعفه ، و لا يرى في استنباطه من علوم و أفكار و ثقافات غيره عيبا ً و تبعيّة ، و هؤلاء ، و ليس الإسلاميّين ، هم من أعطوا شكلا ً عصريّا ً لبلدانهم ، و الأمثلة على ذلك عديدة.
و مع ذلك فقد استمرّ الإسلاميّون في ادّعاءاتهم  بأنّ سبب تحرّر الشّعوب هو تمسّكها بالدّين ، و لا انفي أن يكون الدّين سببا ً إضافيّا ً كما لم أنف يوما ً أنّ الإيمان بالله – من حيث المبدأ- لا يضرّ أحدا ً بل بالعكس قد يكون سببا ً في الإستمرار و فعل الخير ، و لكن ما يؤكّده المتطرّفون ، أنّ السّبب ليس الإيمان بالله وحده ، و إنّما هو أحكام الدّين و قرآنه و أحاديث محمّد ، و هذا خطأ ، فمثلا ً كثيرون ممّن انخرطوا في صفوف المجاهدين في الجزائر(خلال ثورة 1954-1962) لم يكونوا عارفين بأمور الدّين ، و مع ذلك فقد آمنوا بأنّ
زملاؤهم الّذين سقطوا في المعارك "شهداء" أي أنّ الله سيجازيهم خيرا ً .

و استمرّ سماسرة الدّين في محاولات استغلال المجتمعات العربيّة الإسلاميّة ، يساعدهم في ذلك الاستقرار النّسبي الّذي عرفته المنطقة العربيّة ، فقد استثمروا في فساد المسؤولين ، و الهزائم العسكريّة ، و عملوا دائما ً على تذكير شعوبهم بمنجزات العرب المسلمين و علمائهم في القرون الوسطى ، مع أنّ أغلب الفلاسفة و العلماء و الأطبّاء العرب كانوا أساسا ً من الملحدين ، و كلّما فشلوا في تحقيق شيء من مشروعهم ، زادوا إصرارا ً على المضيّ قدما ً تحت مسمّى " الصّحوة الإسلاميّة " ، و فضحهم الله في مواقع كثيرة ، فقد عاثوا فسادا ً في السّودان و فرّقوا بين أهله و ظلموا و احتقروا أصحاب الدّيانات الأخرى ، و خسروا في نهاية الأمر جزءا ً من تراب البلد . و في الجزائر ، حاولوا إقامة حكم إسلامي ، و بدؤوا بمنع عرض الأفلام في دور السّينما و فرضوا رقابة على المسارح ، و حاولوا تغيير نظام الحكم في البلد (من سيّء إلى أسوأ) باستغلال الدّيمقراطيّة و الانتخاب ،ضرفيّا ً ، فهم لا يؤمنون لا بالدّيمقراطيّة و لا بالحريّة ،  و لكن اصطدموا في نهاية الأمر بطرف آخر لا يؤمن هو الآخر لا بالدّيمقراطيّة و لا بالحريّة(الجيش) ، و تمّ إيقافهم عند حدّهم – سياسيّا ً – و هو ما اتّخذوه ذريعة ً لإعلان الجهاد تطبيقا ً لمختلف الأحاديث و الآيات القرآنيّة ، و تسبّبوا في مقتل مئات الآلاف من المواطنين الجزائريين ، و لكم أن تقرؤوا عن أفعالهم المستمدّة مباشرة ً من "الكتاب و السّنّة " ، حتّى تأخذوا فكرة ً و لو بسيطة ً عن صورة الدّولة الدّينيّة الّتي يصبوا الإسلاميّون إلى إقامتها.
و زيادة ً على أهميّة "الإنذار" الّذي قدّمته التّجربة الإسلاميّة في الجزائر ، فقد عمل الانفتاح على وسائل الإعلام الجديدة على كشف الكثير من الحقائق ، و لم يعد الشّباب العربيّ ضحيّة الوجهة الّتي يريدها من يدّعون معرفة مصالحه ، فقد نشؤوا على الإنفتاح الثّقافي ، و الّذي لا يعني بالضّرورة – بالنّسبة للكثيرين منهم- التّخلي عن ثقافته كلّيّا ً ، و تراجعت الشّعارات الإسلاميّة أمام شباب همّه أن يكون جزءا ً من العالم و الإنسانيّة ، لا أن يعتبر الشّعوب الغير مسلمة " أمما ً كافرة ً عدوّة الله و الإسلام ..."
و أحرج الله الإسلاميّين مرّة أخرى ، في بلدين عربيّين ، ثار شعباهما على السّلطة ، و لم يكن للإسلاميّين دور بارز أو حتّى ثانويّ ، و لم يبد الشّباب الثّائر اهتماما ً بأصنام الشّعارات الإسلاميّة البالية ، و كان تحرّكه ذا طابع اجتماعي ّ سياسيّ ثوري بحت ، و شرعيّة مطالبه جعلت ثورته مخلصة ً لا نفاق فيها ، على عكس الإسلاميّين ، الّذي يمتطون الدّيمقراطيّة و هم لا يؤمنون بها و يستغلّون وسائل الإعلام بما فيها من " صور" محرّمة(بالنّسبة لهم) ، و تبرّج المذيعات ..الخ فقط لبلوغ السّلطة و التّنكيد على النّاس.

و قد يحاول الإسلاميّون مرّة ً أخرى زجّ أنفسهم في ما لا يعنيهم ، و استغلال مكاسب الشّعوب لصالح مشاريعهم الدّينيّة ، و هذا ما احذّر منه – شخصيّا ً – فهم انتهازيّون ، و لا يقيمون وزنا ً و لا قدرا ً لمن لم يكن على "ملّتهم و شاكلتهم"، و هم مقتنعون أنّهم غير ملزمين بالصّدق في التّعامل مع الآخرين ، فهدفهم الإسلاميّ التّطرّفي يجيز لهم كلّ أنواع المكر و النّفاق للوصول إلى الهدف .
و لكن ، تجدر الإشارة إلى أنّ ثورة شباب "الفايسبوك" في مصر – أكبر دولة عربيّة – قد أصابت المتطرّفين الإسلاميين في مقتل و هم أدرى النّاس بذلك ، و هو ما قد يجبر الكثيرين منهم على ترك أفكار قد أكل الدّهر عليها و شرب !
كما يتوجّب على التونسيّين ، الحفاظ  على مكاسب النّظام السّابق و قطع الطّريق أمام زنادقة الدّين الذين أضرّهم حكم بورقيبة و بن علي لما أعطاه للنّساء من حقوق ، و هو ما كان يعدّ من مفاخر الشّعب التّونسي.
 و حطّم الشّباب أصنام الشعارات الإسلاميّة كما حطّم إبراهيم آلهة المشركين الطّينيّة ، و كفى الله المؤمنين ردّ شرّ المتطرّفين الإسلاميّين بأن أسكتهم و أظهر لهم مكانتهم الحقيقيّة على تخوم المجتمع و الحياة.

الدّين : ديماغوجية الآلهة

يعتمد الدّين عموما ً على الفصل بين الخير و الشّرّ ، و المرجّح أنّ أصل الدّين ، منفصل عن التّقاليد الشّامانيّة و الشّعوذة ، اللّتان كانتا تمثّلان وسيلة للعلاج الجسدي و الرّوحي في العهود الغابرة ، بينما تشعّب الدّين من مختلف القواعد و الأحكام البدائيّة المؤسّسة للحياة القبليّة الّتي عاشها الإنسان البدائيّ.و الظّاهر أنّ الإنسان تعلّم بعضا ً من مبادئ الأخلاق من خلال التّجارب ، فلا يجوز مثلا ً الإعتداء على المسنّ ، لأنّ كلّ شخص عرضةً للشّيخوخة ، و سنّ تشريع يحرّم الإعتداء على كبار السنّ يحفظ النّاس في هرمهم(مستقبلهم) من طغيان الشّباب

و تبلورت "فلسفات" الحياة هذه بمرور الزّمن ، و اتّخذت طرقا ً عدّة في تحفيز النّاس على تجنّب الأفعال الشّريرة و دفعهم إلى القيام بأعمال صالحة ، و أوحت المعتقدات القديمة بمختلف الآلهة و الأرواح الشّريرة و الخيّرة بفكرة إدراج الإيمان بـ " ذوات شرّ و خير" تردع النّاس أو ترغّبهم حسب ما تقتضيه المصلحة العامّة ، للقبيلة أو المجتمع ، و أدرجت مختلف المظاهر النّافعة أو المدمّرة في الطّبيعة ضمن عمل الآلهة ، و انّ هذه الأخيرة قد تحرّك قوى الطّبيعة لإغداق الخير على الأخيار ، أومعاقبة الأشرار





و ازداد الدّين أهميّة بفضل نجاح اقتران "الشّريعة" بالمعتقد ، و تطوّر تصوّر النّاس للآلهة ، و قسّموها في بعض الحضارات إلى آلهة طيّبة و أخرى شرّيرة ، و تعدّدت و تنوّعت بحسب مظاهر الحياة الإقتصاديّة و الإجتماعيّة و الثّقافيّة ، و أعطيت صفات بشريّة ، كالتّكاثر و التّخاصم...الخ

و مع نموّ المجتمعات القبليّة الأولى ، إضافة إلى الهجرات و النّزوح لأسباب عدّة ، كانت الثقافات المختلفة تتداخل أحيانا ً و تستغني من الإحتكاك ببعضعها البعض

و لكن شكّل الإصطدام و التنافس السّمة المميّزة لأغلب حالات التقاء الحضارات المختلفة،و أقحم الدّين في الحرب الثّقافيّة اللّتي استعرت غداة العصر البرونزي ، و لم تضع أوزارها بعد ، و نحن في القرن الواحد و العشرين
و السّبب ، هو سهولة التّعامل مع أشخاص تحت تأثير المعتقد الدّيني ، و استعمل الحكّام العصا السّحريّة للإيمان للتّحكّم في الشّعوب و ركبوا ديماغوجيّة الآلهة ، في التّرغيب و التّرهيب ، لزجّ النّاس في الحروب تحت مسمّيات مقدّسة في أغلب الحالات،و تعالت الأديان على بعضها البعض ، و شكّلت جانبا ً من "هويّة" الإنسان ، حتّى أصبح النّاس يصدّقون فعلا ً أنّهم أفضل و أرفع من غيرهم لأنّهم يدينون بالدّين الحقيقيّ ، غير خزعبلات الآخرين من الأديان الخرافيّة ، و الطّريف أنّ كلّ طائفة دينيّة تقريبا ً ، تعتبر نفسها "الفرقة النّاجية" - الوحيدة

و استمرّ روّاد الدّين في الإستهانة بالنّوايا الحسنة للبعض ، و استمالة البعض الآخر بطرق شتّى ، مع استثناءات لأشخاص أرادوا الإصلاح ، و تحرير النّاس من التّعسّف الدّيني ، من خلال دمج الألوهيّة و الرّبوبيّة في ذات واحدة ، و من الأمثلة على ذلك أشخاص ربّما عاشوا فعلا ً أو هم ذووا رمزيّة ، و أذكر النّبيّ إبراهيم ، و شبيهه التّاريخي (أو الأسطوريّ) زردشت،اللّذان حاولا القضاء على تعدّد الآلهة ،و مظاهره العديدة،كالقرابين و استغلال الإنسان للإنسان...الخ

و نجحت فكرة الإله الواحد في البقاء ، لأنّها الأكثر منطقيّة ، فالإنسان يفكّر وفقا ً لمبدأ السّببيّة ، و كلّ شيء يؤول لا محالة ، بحسب المنطق البشري ، إلى سبب أوّل واحد ، له كلّ الصّفات المثلى الّتي يتخيّلها الإنسان ، و هو الأحقّ بالعبادة ، و بطبيعة الحال فهو أقوى و أكبر و أعلم من كلّ شيء ، لأنّه خالق لا خالق له و اوّل بلا ابتداء ...الخ

و مع ما جاء التّوحيد به من خير و تحرير للنّاس من تأليه الأشياء و الأشخاص و الحيوانات ، إلاّ أنّه أعطى نفسا ً جديدا ً لمحبّي التّسلّط و الإستكبار ، فكان يكفي لأيّ متنبّي أن يحسب نفسه على الإله الواحد الأقوى ، و يستنبط بعضا ً من شرائع من سبقوه و يغيّر بعضها الآخر للتلاءم و محيطه الإجتماعيّ و الثقافي (و اللّغوي أيضاً ) ليجد صدى لدى النّاس و أتباعا ً يأتمرون بأوامره و يشبعون رغبته في التّميّز و القدسيّة

و لإنجاح الدّين و إقناع النّاس باتّباعه ، قام كثير من روّاد الدّين بلعب ورقة الدّيماغوجيّة ، و الّتي تحوّل الهدف منها من حمل النّاس على فعل الخير لقاء جزاء إلاهي ، إلى استمالة العناصر المؤثرة في المجتمع ، و الدّين الإسلامي مثال رائع على اجتذاب الرّجال و رفع مكانتهم و تمكينهم على النّساء ، حتّى انّه يمكن القول أنّ الإسلام بقي و انتشر على جثث النّساء ، و على حساب العدالة الإجتماعيّة الموؤودة.

و لأنّ المجتمع العربيّ كأغلبيّة أمثاله على زمن محمّد ، كان مجتمعا ُ ذكوريّا ً ، كان لا بدّ من التّضحية بالنّساء و جعلهنّ مجرّد "متاع" للرّجال ، و هذا لإنجاح الرّسالة المحمّديّة ، فالقرآن وحده يتضمّن من الآيات الّتي تثبّت "استعلاء" الرّجل على المرأة ما يكفي لإقناع الرّجال(من النّوع الّذي يؤمن بأفضليّة الرّجل على المرأة) في أيّ ثقافة تقريبا ً على اعتناق الإسلام، دون الحديث عن أنّ محمّد احتاج إلى القوّة البدنيّة للرّجال لفرض أفكاره ،و كان القربان و الهديّة في آن : النّساء

ففي زمن كانت التّجارة تشمل البشر كعبيد ، أجاز محمّد ملك اليمين و هو محفّز رائع لاجتذاب الرّجال من أعضائهم التّناسليّة ، فمحمّد في الحقيقة كان يتعامل كالمومس : إلعق ذكره يدفع بسخاء ، و مع أنّ التّشبيه هنا فيه نوع من التّهكّم إلاّ أنّه يمثّل تصويرا ً جيّدا ً لعبقريّة محمّد في التعامل مع نوازع النّاس ، و ربح الرّجال للتقليل من الأخطار النّاجمة عن المعارضة "العنيفة" و نفس الشّيء ينطبق على السّبايا من نساء غير المسلمين ، اللاّتي اعتبرن مجرّد "لعب شهوانيّة" يربحها المسلمون كغيرها من الغنائم إذا أبلوا بلاء ً حسنا ً في الحرب ،

و لم يتوقّف محمّد عند هذا الحدّ ، فمعرفته التّامّة بما يحبّه الرّجال من النّوع الحيوانيّ الطّاغي ، أعطى أفضليّةً مطلقة ً للرّجال على النّساء  سواء تعلّق الأمر بأحكام تشريعيّة كالمواريث ، أو بطريقة غير مباشرة من خلال الإيحاء بأنّ المرأة أقلّ منزلة ً من الرّجل : " لو أمرت أحدا ً أن يسجد لأحد ، لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها " ما منع محمّدا من الإقدام على مثل هذا الأمر ، هو  ما ادّعاه من توحيد لله و منع السّجود لغيره ، و الحديث دليل على أنّ من يسمّيه المسلمون نبيّا ً رسولا ً كان يستعمل ديماغوجيّةً متطرّفة لتقوية مشروعه

و على صعيد آخر ، كان محمّد يحفّز المسلمين على الإنخراط في صفوف المجاهدين إبّان الغزوات ، فيعد المؤمنين منهم بالجنّة في حال استشهادهم ، بينما يقدّم عرضا ً مغريا ً لمن يبحثون عن أهداف دنيويّة ، لعلمه بضرورة تقوية مشروعه بكلّ المحفّزات الممكنة ، و الآية التّالية تظهر جانبا ً من سياسة التّحفيز الّتي اتّبعها محمّد ، من خلال طريقة اقتسام الغنائم :
"و اعلموا أنّما غنمتم من شيء فإنّ لله خمسه و للرّسول و لذي القربى و اليتامى و المساكين و ابن السّبيل"
أي أنّ أربعة أخماس للمجاهدين ، مع أنّ الهدف المعلن من الغزوات هو إعلاء كلمة الحقّ ، إلاّ أنّ الهدف الدّفين هو السّبي و الغنائم و النّهب ، و لو كان المراد هو الإصلاح و الخير فعلا ً ، لكان الجزء الأكبر لليتامى و المساكين و ابن السّبيل و ذي القربى ، و لكنّ ذلك كان ليمنع الكثير من المسلمين من الخروج مع محمّد للجهاد ، لضعف المحفّز

و  لضمان إسكات المعارضين حتّى لا تظهر سيّئات الإسلام - و عماده الأساسيّ : القرآن- إهتدى محمّد إلى تشريع متطرّف ، إذ يعتبر الإسلام أنّ دم "المسلم" حرام إلاّ من ثلاث ، كما جاء في الحديث الصّحيح : " لا يحلّ دم امرئ مسلم إلاّ من ثلاث ، النّفس بالنّفس ، و الثّيب الزّاني ، و التّارك لدينه المفارق للجماعة" ، و مازال هذا الحديث مقبولا ً لدى المسلمين ، و يغيّبون الحق ّ البيّن عن عقولهم ، و يتحجّجون بأنّ تارك الإسلام يستحقّ الموت بدعوى أنّ الله هداه أو خلقه مسلما ً و ترك الإسلام ، فهو خائن لله بحسبهم ، و إلى غاية كتابة هذه السّطور ، لا يزال حكم قتل المرتدّ يطبّق في كثير من المناطق حيث ينتشر الفكر التطرّفي ، و للتّذكير فقط ، يتعارض هذا الحكم حتّى مع مبدأ "باب التّوبة المفتوح للنّاس" الّذي يدّعيه الإسلام ، و يضع حدّا ً للإنسان المرتدّ بقتله ، بصرف النّظر عن احتمال "توبته" و عودته إلى الإسلام

تناقضات قصّة آدم مع إبليس

لا يخلو القرآن من التّناقضات المتعدّدة الأوجه ، سواء تعلّق الأمر بسرد أحداث القصص أو فيما يختصّ بصفات الله و الملائكة ، و قصّة إبليس مع آدم و كيف أخرجا من الجنّة من الأمثلة الكثيرة على مثل هذه التّناقضات.
أوّلا ً : استشارة الله الملائكة
سورة البقرة 30-
وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ

الآية مفهومة بظاهرها ، و الواضح أنّ الله عرض على الملائكة اقتراحه بجعل خليفة له في الأرض ، مع أنّه من المفترض أنّه "فعّال لما يريد" و لا يحتاج أن يقترح أو أن يستشير أحدا ً  ، و زيادة على ذلك ، بحسب نفس الآية ، إعترض الملائكة على الفكرة ، و الإعتراض"عصيان" و الّذي يفترض أنّه ليس من صفات الملائكة
بل و استكبر الملائكة و افتخروا بكونهم يسبّحون بحمد الله و يقدّسون له ، و كأنّهم يوحون بحسب الآية ، أنّه (أي الله) يكفيه خيرة من خلق من المسبّحين ، و لا حاجة لخلق منافس من نوع آخر قد يفسد في الأرض و يسقك الدّماء ، أو يخطف منهم الأضواء الإلهيّة الّتي يفتخرون بها .
و انتهت الآية بالردّ الإلهي : إنّي أعلم ما لا تعلمون ...ربّما لأنّ الملائكة كان لديهم شكّ في هذه الصّفة من صفات الله ، فأكّد لهم هذا الأخير أنّه فعلا ً أوسع علما ً منهم
!!!!
ثانياً : سجود الملائكة و امتناع إبليس
و خلق الله آدم ، و أمر "الملائكة" بالسّجود له : " و إذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلاّ إبليس كان من الجنّ ففسق عن أمر ربّه" و للتذكير ، تختلف الملائكة اختلافا ً كليّا ً عن إبليس ، فحسب الإسلام ، تعتبر الأولى مخلوقةً من نور بينما الجنّ مخلوق من نار السّموم ، و الطّلب كان موجّها ً للملائكة بظاهر الآية ، فكيف يتّهم إبليس بالعصيان و الطّلب لم يشمله ؟ و إذا اعتبرنا أنّ الأمر بالسّجود شمل إبليس ، لم يعاتب على اعتراضه ؟ ألم تعترض الملائكة من قبل على خلق آدم و لم يغضب الله منها؟

 و نتيجة لعصيانه الله ، أمره الله بالخروج من الجنّة ، أي أنّه نفاه من الجنّة كما يقول لشيء "كن فيكون" و لكنّ الملاحظ ، أنّه ، بحسب القرآن ، وجد إبليس الوقت الكافي للتّفاوض :
" قال فاهبط منها فما يكون لك أن تتكبّر فيها فاخرج إنّك من الصّاغرين13 قال أنظرني إلى يوم يبعثون14 قال إنّك من المنظرين15"
13-14-15 من سورة الأعراف

و بعدما أتمّا الإتّفاق ، خرج إبليس طبعا ً من الجنّة ، أي أنّه لم يعد له وجود فيها ، و هي الّتي لا يمكن بلوغها "كمكان عادي" كما ينتقل شخص افتراضي من نقطة إلى أخرى في الزّمن و المكان ، فهي صرح "إلهي" لا يمكن بلوغه إلاّ يإذن الله ، و لكنّ القرآن يؤكّد أنّ آدم و حوّاء وقعا ضحيّة وسواس الشّيطان : فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْآتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَٰذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ 20 وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ21
و بطريقة ما ، عاد إبليس إلى الجنّة ، و قام بوسوسة آدم و حوّاء ، مع أنّه نفي منها . 
 هذه القصّة مثال على التّناقضات الكثيرة الّتي جاءت في القرآن ، و كثيرا ً ما يقترح العلماء المسلمون تفسيرات خارقة للملمة ثغرات كهذه.

هل الإسلام عالميّ فعلا ً ؟

يقول المسلمون أنّ الإله القرآنيّ "الله" أرسل محمّدا للنّاس كافّة ، و الدّليل بالنّسبة لهم ، هو ما قاله محمّد عن نفسه : "...بعثت للنّاس كافّة" و ما قاله في قرآنه على لسان ربّه : " و ما أرسلناك إلاّ رحمة للعالمين" ...و لكنّ السّؤال الّذي يطرح نفسه بشدّة هو : ما الّذي يجعل الرّسالة المحمّديّة عالميّة ، مع أنّ أغلب مكوّناتها التّشريعيّة و الفكريّة تختصّ بشعب و منطقة محدّدة ؟
أكبر دليل على أنّ القرآن لا يمكن أن يكون ذا طابع عالميّ ، هو استحالة ترجمته أو حتّى ترجمة معانيه إلى لغات أخرى ، ممّ يجبر غير العرب من المسلمين ، إذا أرادوا "تدبّر" هذه "المعجزة الإلهيّة" أن يدرسوا اللّغة العربيّة ، ما يعتبر نوعا ً من الطّمس الثقافي للشعوب ، من خلال إيهامهم بأنّ الّلغة المختارة من قبل ربّهم للتّكلّم مع النّاس هي العربيّة إكبارا ً بملّتهم ، و الملاحظ هنا أنّ الشعوب الغير النّاطقة بالعربيّة حيث يقرأ القرآن و لا يفهم ، هي من بين أكثر الشعوب تمسّكا ً بالإسلام ،و مازال الحال كذلك إلى يومنا هذا ، و السّبب هو عدم اطّلاع عامّة أعاجم المسلمين على التناقضات الكثيرة الّتي جاءت في القرآن ، بينما يغض علماؤهم الطّرف عن نقائص هذا الكتاب ، خوفا ً من تهمة الردّة و التّهكّم على الرّسول ، أو لأنّ المصلحة تقتضي ترك النّاس تحت التّأثير المهلوس لقدسيّة الدّين و عماده الأساسيّ،القرآن

و إضافة ً إلى محدوديّة الرّسالة المحمّديّة ثقافيّاً ، نجد أنّ كثيرا ً من ممارساتها الشعائريّة مستحيلة التّطبيق في مناطق بعيدة عن شبه الجزيرة العربيّة ، ما يجعل الإسلام دينا ً محدودا ً جغرافيّا ً أيضا ً ، فالصّلاة مثلا ً ، الّتي تعتمد على مواقيت معيّنة من اليوم يحدّدها محلّ الشّمس في السّماء و مختلف مظاهره ، مثل الشّفق و طول الظلال ..الخ ، لا يمكن أن تؤدّى في مناطق قريبة من القطبين ، ففي البلدان الإسكندنافيّة يعمل الإنقلابين الشّتوي و الصّيفي على إطالة النّهار أو اللّيل ،بشكل يجعل من المستحيل أداء فرائض كالصّيام ، أو على العكس يجعلانهما قصيرين بحيث تصبح الصّلاة على غير شاكلة صلاة محمّد ، و تأثر بشكل سلبيّ على مسار الحياة اليوميّة للنّاس

و بالعودة إلى مثال الصّيام ، يجد الفقهاء المسلمون دائما ً حلولا ً غير منطقيّة يحافظون بها على أحقيّة دعوتهم ، فقد أفتوا بأن يتّبع المسلمون اللّذين يقطنون أقاصي الشّمال ، مواقيت أقرب بلد مسلم ، و هو حلّ أقرب للنّكتة منه إلى الفقه ، فهو ضمنيّا ً يعتبر أنّ بلدان الشّمال الأوروبيّ لم و لن تكون مسلمة ، و أنّ أقرب بلد مسلم سيضلّ ضمن دائرة المتوسّط أو آسيا الصّغرى و الجزيرة العربيّة و جنوب آسيا بشكل عامّ : ماذا لو اختفى الإسلام تماماً من المناطق التّقليديّة حيث نشأ و انتشر ، و لم يبق في العالم سوى أيسلاندا مسلمة ؟ هل يسقطون فريضة الصّيام و الصّلاة ، لأنّهما مستحيلتي التّطبيق بعيدا ً عن جزيرة العرب ؟

الحجاب:شذوذ الدّين




ظهر الإنسان الحديث كما نعرفه إلى العالم في شكله الطّبيعي العاري ، و المعروف أنّ هذا الثديي هو الحيوان الرئيسي الوحيد الذي لا
 يمتلك فروا ً أو وبرا ً ، قد يكون السّبب هو ارتياط محتمل بين جينات الذّكاء و تلك الّتي تختصّ بوجود الفرو أو الوبر و غيرهما ، و لن أتعمق في هذه الفكرة لأنّها ليست موضوع مقالي هذا . و لكن ، يبدو شبه مؤكّد أنّ الموطن الأصلي للإنسان الحديث كان أساسا ً المناطق الإستوائية ، حيث اعتمد في البداية على البحث كوسيلة لإيجاد الطّعام ، و انتقل بعدها إلى الصّيد ، و ابتكر الوسائل و الحيل الّتي تساعده على  اقتناص الفرائس ، و الأسلحة للدّفاع و الهجوم،و طوّر وسائل للإحتماء من الحيوانات الأخرى من خلال بناء منازل و
أسوار  بدائيّــة و غيرها 

و هذا يوضح أمرين هامّين : الأوّل هو أنّ التكيّف الأساسيّ و ربّما الوحيد للإنسان هو "ذكاؤه" المتميّز 
و الثّــاني هو أنّ الإنسان البدائي (و هناك أمثلة حيّة لمجتمعات بدائيّة مازالت معزولة ) لم يشعر بالحاجة إلى اللّباس نظرا ً للمناخ اللّذي نشأ فيه ، فالحرارة الشديدة في المناطق الإستوائية تفرض كشف أكبر مساحة ممكنة من الجلد للهواء للتّخلّص من الحرارة ، و الّتي لا تصل مباشرة ً عبر أشعّة الشّمس ، و إنّما من خلال الهواء و الرّطوبة ، فأرض الغابة المطريّة مظلّــلة تماما ً ، و هو سبب آخر لعدم تفكير الإنسان ، في تلك المرحلة ، في ارتداء ملابس تقيه أشعّة الشّمس

و لكنّ هذا الحيوان الجوّال المهاجر ، اضطرّ في وقت لاحق إلى التفكير بوسيلة للإحتماء من عوامل المناخ ، عندما انتقل إلى مناطق حيث تهبط درجات الحرارة في الشّتاء و يبرد الطقس مثلا ً ، فوجد في فرو الحيوانات الّتي كان يصطادها ملبسا ً للإحتماء من برد الشّتاء و كذلك الحال بالنّسبة للمجتماعات الّتي انتقلت للعيش في مناطق مفتوحة ، و الّتي اضطرّتها الشمس الملتهبة على الإحتماء خلف  ملابس فضفاضة ، الهدف الأساسيّ منها هو الاحتماء من أشعّة الشّمس المباشرة و ليس ، كما أراده الدّين لاحقا ً ، ستر "العورة" و أشكال الجسم ، خصوصا ً  لدى النّساء

و اللاّفت للانتباه هنا ، أنّ الملابس الواسعة الفضفاضة هي أفضل دفاع ضدّ أشعّة الشّمس ، فهي تلعب دور الواقي من هذه الأشعّة و في نفس الوقت توفّر فراغا ً بين الجلد و نسيج اللّباس يخلق منطقة عازلة ضدّ الحرّ الشّديد ، كما يحفظ شيئا ً من الرّطوبة يقلّل نسبة التعرّق و فقدان الماء من الجسم

و مع مرور الوقت ، إعتاد النّاس ارتداء الملابس ، الّتي كانوا ينزعونها للاغتسال ، أو لإقامة علاقة جنسيّة ، فارتبط التّعرّي باللّحظات الحميميّة للعلاقة الجسديّة الّتي يشكّل تلامس جلد الشّريكين فيها أحد العوامل الأساسيّة لتحقيق المتعة الشهوانيّة ، و صار كشف المرأة لجسمها في المجتمعات الّتي اعتادت اللّباس بمثابة إيماء بحاجتها إلى علاقة جسديّة
و تجدر الإشارة هنا ، إلى أنّ النّساء أكثر حاجة من الرّجال للّباس ، لسبب بسيط هو أنّ النّساء ، إضافة لكونهنّ أكثر حساسيّة من الرّجال للبرد ، يملكن جلودا ً أرقّ و عرضة ً للأضرار النّاجمة من التعرّض لأشعّة الشّمس ، و لهذا كانت النّساء هنّ الأكثر حاجةً إلى اللّباس من الرّجال في المناطق المكشوفة أو حيث يكون الشّتاء باردا ً ، و هي عموما ً المناطق الّتي ظهرت فيها الأفكار الدّينيّة المانعة للتّعرّي بهدف الحفاظ على "عفاف" الرّجال و النّساء على حد ّ سواء ، حسب هذه الدّيانات

و التحجّب في الإسلام مثال جيّد على شذوذ الدّين عن الطّبيعة ، فالإسلام لا يعتبر اللّباس حماية من العوامل الطّبيعيّة المختلفة ، و إنّما سترا ً للعورة ، مع أنّه ،أي الإسلام ، ورث تقاليد ارتداء الحجاب عن العرب حيث كانت الألبسة تلعب أساسا ً دور الحامي من أشعّة الشّمس الصّحراويّة ، و برد اللّيالي و صقيعها
و وسّع الإسلام حربه على النّساء ، حيث منعهنّ من التزيّن و اعتبر التبرّج من الجاهليّة ، مع أنّ الإعتناء بالمظهر و الجمال جزء لا يتجزّأ من طبيعة المرأة ، و غيّر الدّين الإسلامي طبائع النّساء لمدّة قصيرة من الزّمن فقط ، بما أنّ أحكامه لا تتلاءم مع الطّبيعة و عادت النّساء إلى التبرّج و التزيّن ، و ثارت بهدوء على القمع الدّينيّ الذكوريّ ، لتعيد الطّبيعة إلى توازنها الّذي أخلّت به الدّيانات ، و منها الإسلام

و للردّ على من يعتبرون أنّ التزيّن و التبرّج من أسباب الطّلاق و الزّنا و الإعتداءات الجنسيّة ، أقول : هل تمضي المجتمعات العارية وقتها في الجماع ؟ و الجواب هو : طبعا ً لا ، كما أنّ المسلمين اللّذين عاشوا مدّةً في بلدان أوروبيّة حيث يتفنّن النّاس في خلق ملابس على أقصى درجات التبرّج و الجمال ، لم يعودوا يهتمّون بكلّ فخذ مكشوف أو صدر عار ، بينما تجد الرّجال في المجتمعات المتشدّدة يلتهبون حماسا ًو تنتصب أعضاؤهم التّناسليّة بمجرّد أن تنزع امرأة قفّازها = بالنّسبة لهم ، إنّها "تتعرّى" و هذا يعني لعقولهم المنغلقة بالدّين ، إشارة شهوانيّة ، حتّى لو لم تقصد المرأة أن تكشف عن يدها أو رجلها بهدف التّعرّي لإقامة علاقة جنسيّة


و بالله أستعين