ظهر الإنسان الحديث كما نعرفه إلى العالم في شكله الطّبيعي العاري ، و المعروف أنّ هذا الثديي هو الحيوان الرئيسي الوحيد الذي لا
يمتلك فروا ً أو وبرا ً ، قد يكون السّبب هو ارتياط محتمل بين جينات الذّكاء و تلك الّتي تختصّ بوجود الفرو أو الوبر و غيرهما ، و لن أتعمق في هذه الفكرة لأنّها ليست موضوع مقالي هذا . و لكن ، يبدو شبه مؤكّد أنّ الموطن الأصلي للإنسان الحديث كان أساسا ً المناطق الإستوائية ، حيث اعتمد في البداية على البحث كوسيلة لإيجاد الطّعام ، و انتقل بعدها إلى الصّيد ، و ابتكر الوسائل و الحيل الّتي تساعده على اقتناص الفرائس ، و الأسلحة للدّفاع و الهجوم،و طوّر وسائل للإحتماء من الحيوانات الأخرى من خلال بناء منازل و
أسوار بدائيّــة و غيرها
و هذا يوضح أمرين هامّين : الأوّل هو أنّ التكيّف الأساسيّ و ربّما الوحيد للإنسان هو "ذكاؤه" المتميّز
و الثّــاني هو أنّ الإنسان البدائي (و هناك أمثلة حيّة لمجتمعات بدائيّة مازالت معزولة ) لم يشعر بالحاجة إلى اللّباس نظرا ً للمناخ اللّذي نشأ فيه ، فالحرارة الشديدة في المناطق الإستوائية تفرض كشف أكبر مساحة ممكنة من الجلد للهواء للتّخلّص من الحرارة ، و الّتي لا تصل مباشرة ً عبر أشعّة الشّمس ، و إنّما من خلال الهواء و الرّطوبة ، فأرض الغابة المطريّة مظلّــلة تماما ً ، و هو سبب آخر لعدم تفكير الإنسان ، في تلك المرحلة ، في ارتداء ملابس تقيه أشعّة الشّمس
و لكنّ هذا الحيوان الجوّال المهاجر ، اضطرّ في وقت لاحق إلى التفكير بوسيلة للإحتماء من عوامل المناخ ، عندما انتقل إلى مناطق حيث تهبط درجات الحرارة في الشّتاء و يبرد الطقس مثلا ً ، فوجد في فرو الحيوانات الّتي كان يصطادها ملبسا ً للإحتماء من برد الشّتاء و كذلك الحال بالنّسبة للمجتماعات الّتي انتقلت للعيش في مناطق مفتوحة ، و الّتي اضطرّتها الشمس الملتهبة على الإحتماء خلف ملابس فضفاضة ، الهدف الأساسيّ منها هو الاحتماء من أشعّة الشّمس المباشرة و ليس ، كما أراده الدّين لاحقا ً ، ستر "العورة" و أشكال الجسم ، خصوصا ً لدى النّساء
و اللاّفت للانتباه هنا ، أنّ الملابس الواسعة الفضفاضة هي أفضل دفاع ضدّ أشعّة الشّمس ، فهي تلعب دور الواقي من هذه الأشعّة و في نفس الوقت توفّر فراغا ً بين الجلد و نسيج اللّباس يخلق منطقة عازلة ضدّ الحرّ الشّديد ، كما يحفظ شيئا ً من الرّطوبة يقلّل نسبة التعرّق و فقدان الماء من الجسم
و مع مرور الوقت ، إعتاد النّاس ارتداء الملابس ، الّتي كانوا ينزعونها للاغتسال ، أو لإقامة علاقة جنسيّة ، فارتبط التّعرّي باللّحظات الحميميّة للعلاقة الجسديّة الّتي يشكّل تلامس جلد الشّريكين فيها أحد العوامل الأساسيّة لتحقيق المتعة الشهوانيّة ، و صار كشف المرأة لجسمها في المجتمعات الّتي اعتادت اللّباس بمثابة إيماء بحاجتها إلى علاقة جسديّة
و تجدر الإشارة هنا ، إلى أنّ النّساء أكثر حاجة من الرّجال للّباس ، لسبب بسيط هو أنّ النّساء ، إضافة لكونهنّ أكثر حساسيّة من الرّجال للبرد ، يملكن جلودا ً أرقّ و عرضة ً للأضرار النّاجمة من التعرّض لأشعّة الشّمس ، و لهذا كانت النّساء هنّ الأكثر حاجةً إلى اللّباس من الرّجال في المناطق المكشوفة أو حيث يكون الشّتاء باردا ً ، و هي عموما ً المناطق الّتي ظهرت فيها الأفكار الدّينيّة المانعة للتّعرّي بهدف الحفاظ على "عفاف" الرّجال و النّساء على حد ّ سواء ، حسب هذه الدّيانات
و التحجّب في الإسلام مثال جيّد على شذوذ الدّين عن الطّبيعة ، فالإسلام لا يعتبر اللّباس حماية من العوامل الطّبيعيّة المختلفة ، و إنّما سترا ً للعورة ، مع أنّه ،أي الإسلام ، ورث تقاليد ارتداء الحجاب عن العرب حيث كانت الألبسة تلعب أساسا ً دور الحامي من أشعّة الشّمس الصّحراويّة ، و برد اللّيالي و صقيعها
و وسّع الإسلام حربه على النّساء ، حيث منعهنّ من التزيّن و اعتبر التبرّج من الجاهليّة ، مع أنّ الإعتناء بالمظهر و الجمال جزء لا يتجزّأ من طبيعة المرأة ، و غيّر الدّين الإسلامي طبائع النّساء لمدّة قصيرة من الزّمن فقط ، بما أنّ أحكامه لا تتلاءم مع الطّبيعة و عادت النّساء إلى التبرّج و التزيّن ، و ثارت بهدوء على القمع الدّينيّ الذكوريّ ، لتعيد الطّبيعة إلى توازنها الّذي أخلّت به الدّيانات ، و منها الإسلام
و للردّ على من يعتبرون أنّ التزيّن و التبرّج من أسباب الطّلاق و الزّنا و الإعتداءات الجنسيّة ، أقول : هل تمضي المجتمعات العارية وقتها في الجماع ؟ و الجواب هو : طبعا ً لا ، كما أنّ المسلمين اللّذين عاشوا مدّةً في بلدان أوروبيّة حيث يتفنّن النّاس في خلق ملابس على أقصى درجات التبرّج و الجمال ، لم يعودوا يهتمّون بكلّ فخذ مكشوف أو صدر عار ، بينما تجد الرّجال في المجتمعات المتشدّدة يلتهبون حماسا ًو تنتصب أعضاؤهم التّناسليّة بمجرّد أن تنزع امرأة قفّازها = بالنّسبة لهم ، إنّها "تتعرّى" و هذا يعني لعقولهم المنغلقة بالدّين ، إشارة شهوانيّة ، حتّى لو لم تقصد المرأة أن تكشف عن يدها أو رجلها بهدف التّعرّي لإقامة علاقة جنسيّة
و بالله أستعين
و اللاّفت للانتباه هنا ، أنّ الملابس الواسعة الفضفاضة هي أفضل دفاع ضدّ أشعّة الشّمس ، فهي تلعب دور الواقي من هذه الأشعّة و في نفس الوقت توفّر فراغا ً بين الجلد و نسيج اللّباس يخلق منطقة عازلة ضدّ الحرّ الشّديد ، كما يحفظ شيئا ً من الرّطوبة يقلّل نسبة التعرّق و فقدان الماء من الجسم
و مع مرور الوقت ، إعتاد النّاس ارتداء الملابس ، الّتي كانوا ينزعونها للاغتسال ، أو لإقامة علاقة جنسيّة ، فارتبط التّعرّي باللّحظات الحميميّة للعلاقة الجسديّة الّتي يشكّل تلامس جلد الشّريكين فيها أحد العوامل الأساسيّة لتحقيق المتعة الشهوانيّة ، و صار كشف المرأة لجسمها في المجتمعات الّتي اعتادت اللّباس بمثابة إيماء بحاجتها إلى علاقة جسديّة
و تجدر الإشارة هنا ، إلى أنّ النّساء أكثر حاجة من الرّجال للّباس ، لسبب بسيط هو أنّ النّساء ، إضافة لكونهنّ أكثر حساسيّة من الرّجال للبرد ، يملكن جلودا ً أرقّ و عرضة ً للأضرار النّاجمة من التعرّض لأشعّة الشّمس ، و لهذا كانت النّساء هنّ الأكثر حاجةً إلى اللّباس من الرّجال في المناطق المكشوفة أو حيث يكون الشّتاء باردا ً ، و هي عموما ً المناطق الّتي ظهرت فيها الأفكار الدّينيّة المانعة للتّعرّي بهدف الحفاظ على "عفاف" الرّجال و النّساء على حد ّ سواء ، حسب هذه الدّيانات
و التحجّب في الإسلام مثال جيّد على شذوذ الدّين عن الطّبيعة ، فالإسلام لا يعتبر اللّباس حماية من العوامل الطّبيعيّة المختلفة ، و إنّما سترا ً للعورة ، مع أنّه ،أي الإسلام ، ورث تقاليد ارتداء الحجاب عن العرب حيث كانت الألبسة تلعب أساسا ً دور الحامي من أشعّة الشّمس الصّحراويّة ، و برد اللّيالي و صقيعها
و وسّع الإسلام حربه على النّساء ، حيث منعهنّ من التزيّن و اعتبر التبرّج من الجاهليّة ، مع أنّ الإعتناء بالمظهر و الجمال جزء لا يتجزّأ من طبيعة المرأة ، و غيّر الدّين الإسلامي طبائع النّساء لمدّة قصيرة من الزّمن فقط ، بما أنّ أحكامه لا تتلاءم مع الطّبيعة و عادت النّساء إلى التبرّج و التزيّن ، و ثارت بهدوء على القمع الدّينيّ الذكوريّ ، لتعيد الطّبيعة إلى توازنها الّذي أخلّت به الدّيانات ، و منها الإسلام
و للردّ على من يعتبرون أنّ التزيّن و التبرّج من أسباب الطّلاق و الزّنا و الإعتداءات الجنسيّة ، أقول : هل تمضي المجتمعات العارية وقتها في الجماع ؟ و الجواب هو : طبعا ً لا ، كما أنّ المسلمين اللّذين عاشوا مدّةً في بلدان أوروبيّة حيث يتفنّن النّاس في خلق ملابس على أقصى درجات التبرّج و الجمال ، لم يعودوا يهتمّون بكلّ فخذ مكشوف أو صدر عار ، بينما تجد الرّجال في المجتمعات المتشدّدة يلتهبون حماسا ًو تنتصب أعضاؤهم التّناسليّة بمجرّد أن تنزع امرأة قفّازها = بالنّسبة لهم ، إنّها "تتعرّى" و هذا يعني لعقولهم المنغلقة بالدّين ، إشارة شهوانيّة ، حتّى لو لم تقصد المرأة أن تكشف عن يدها أو رجلها بهدف التّعرّي لإقامة علاقة جنسيّة
و بالله أستعين
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire