Rechercher dans ce blog

الدّين : ديماغوجية الآلهة

يعتمد الدّين عموما ً على الفصل بين الخير و الشّرّ ، و المرجّح أنّ أصل الدّين ، منفصل عن التّقاليد الشّامانيّة و الشّعوذة ، اللّتان كانتا تمثّلان وسيلة للعلاج الجسدي و الرّوحي في العهود الغابرة ، بينما تشعّب الدّين من مختلف القواعد و الأحكام البدائيّة المؤسّسة للحياة القبليّة الّتي عاشها الإنسان البدائيّ.و الظّاهر أنّ الإنسان تعلّم بعضا ً من مبادئ الأخلاق من خلال التّجارب ، فلا يجوز مثلا ً الإعتداء على المسنّ ، لأنّ كلّ شخص عرضةً للشّيخوخة ، و سنّ تشريع يحرّم الإعتداء على كبار السنّ يحفظ النّاس في هرمهم(مستقبلهم) من طغيان الشّباب

و تبلورت "فلسفات" الحياة هذه بمرور الزّمن ، و اتّخذت طرقا ً عدّة في تحفيز النّاس على تجنّب الأفعال الشّريرة و دفعهم إلى القيام بأعمال صالحة ، و أوحت المعتقدات القديمة بمختلف الآلهة و الأرواح الشّريرة و الخيّرة بفكرة إدراج الإيمان بـ " ذوات شرّ و خير" تردع النّاس أو ترغّبهم حسب ما تقتضيه المصلحة العامّة ، للقبيلة أو المجتمع ، و أدرجت مختلف المظاهر النّافعة أو المدمّرة في الطّبيعة ضمن عمل الآلهة ، و انّ هذه الأخيرة قد تحرّك قوى الطّبيعة لإغداق الخير على الأخيار ، أومعاقبة الأشرار





و ازداد الدّين أهميّة بفضل نجاح اقتران "الشّريعة" بالمعتقد ، و تطوّر تصوّر النّاس للآلهة ، و قسّموها في بعض الحضارات إلى آلهة طيّبة و أخرى شرّيرة ، و تعدّدت و تنوّعت بحسب مظاهر الحياة الإقتصاديّة و الإجتماعيّة و الثّقافيّة ، و أعطيت صفات بشريّة ، كالتّكاثر و التّخاصم...الخ

و مع نموّ المجتمعات القبليّة الأولى ، إضافة إلى الهجرات و النّزوح لأسباب عدّة ، كانت الثقافات المختلفة تتداخل أحيانا ً و تستغني من الإحتكاك ببعضعها البعض

و لكن شكّل الإصطدام و التنافس السّمة المميّزة لأغلب حالات التقاء الحضارات المختلفة،و أقحم الدّين في الحرب الثّقافيّة اللّتي استعرت غداة العصر البرونزي ، و لم تضع أوزارها بعد ، و نحن في القرن الواحد و العشرين
و السّبب ، هو سهولة التّعامل مع أشخاص تحت تأثير المعتقد الدّيني ، و استعمل الحكّام العصا السّحريّة للإيمان للتّحكّم في الشّعوب و ركبوا ديماغوجيّة الآلهة ، في التّرغيب و التّرهيب ، لزجّ النّاس في الحروب تحت مسمّيات مقدّسة في أغلب الحالات،و تعالت الأديان على بعضها البعض ، و شكّلت جانبا ً من "هويّة" الإنسان ، حتّى أصبح النّاس يصدّقون فعلا ً أنّهم أفضل و أرفع من غيرهم لأنّهم يدينون بالدّين الحقيقيّ ، غير خزعبلات الآخرين من الأديان الخرافيّة ، و الطّريف أنّ كلّ طائفة دينيّة تقريبا ً ، تعتبر نفسها "الفرقة النّاجية" - الوحيدة

و استمرّ روّاد الدّين في الإستهانة بالنّوايا الحسنة للبعض ، و استمالة البعض الآخر بطرق شتّى ، مع استثناءات لأشخاص أرادوا الإصلاح ، و تحرير النّاس من التّعسّف الدّيني ، من خلال دمج الألوهيّة و الرّبوبيّة في ذات واحدة ، و من الأمثلة على ذلك أشخاص ربّما عاشوا فعلا ً أو هم ذووا رمزيّة ، و أذكر النّبيّ إبراهيم ، و شبيهه التّاريخي (أو الأسطوريّ) زردشت،اللّذان حاولا القضاء على تعدّد الآلهة ،و مظاهره العديدة،كالقرابين و استغلال الإنسان للإنسان...الخ

و نجحت فكرة الإله الواحد في البقاء ، لأنّها الأكثر منطقيّة ، فالإنسان يفكّر وفقا ً لمبدأ السّببيّة ، و كلّ شيء يؤول لا محالة ، بحسب المنطق البشري ، إلى سبب أوّل واحد ، له كلّ الصّفات المثلى الّتي يتخيّلها الإنسان ، و هو الأحقّ بالعبادة ، و بطبيعة الحال فهو أقوى و أكبر و أعلم من كلّ شيء ، لأنّه خالق لا خالق له و اوّل بلا ابتداء ...الخ

و مع ما جاء التّوحيد به من خير و تحرير للنّاس من تأليه الأشياء و الأشخاص و الحيوانات ، إلاّ أنّه أعطى نفسا ً جديدا ً لمحبّي التّسلّط و الإستكبار ، فكان يكفي لأيّ متنبّي أن يحسب نفسه على الإله الواحد الأقوى ، و يستنبط بعضا ً من شرائع من سبقوه و يغيّر بعضها الآخر للتلاءم و محيطه الإجتماعيّ و الثقافي (و اللّغوي أيضاً ) ليجد صدى لدى النّاس و أتباعا ً يأتمرون بأوامره و يشبعون رغبته في التّميّز و القدسيّة

و لإنجاح الدّين و إقناع النّاس باتّباعه ، قام كثير من روّاد الدّين بلعب ورقة الدّيماغوجيّة ، و الّتي تحوّل الهدف منها من حمل النّاس على فعل الخير لقاء جزاء إلاهي ، إلى استمالة العناصر المؤثرة في المجتمع ، و الدّين الإسلامي مثال رائع على اجتذاب الرّجال و رفع مكانتهم و تمكينهم على النّساء ، حتّى انّه يمكن القول أنّ الإسلام بقي و انتشر على جثث النّساء ، و على حساب العدالة الإجتماعيّة الموؤودة.

و لأنّ المجتمع العربيّ كأغلبيّة أمثاله على زمن محمّد ، كان مجتمعا ُ ذكوريّا ً ، كان لا بدّ من التّضحية بالنّساء و جعلهنّ مجرّد "متاع" للرّجال ، و هذا لإنجاح الرّسالة المحمّديّة ، فالقرآن وحده يتضمّن من الآيات الّتي تثبّت "استعلاء" الرّجل على المرأة ما يكفي لإقناع الرّجال(من النّوع الّذي يؤمن بأفضليّة الرّجل على المرأة) في أيّ ثقافة تقريبا ً على اعتناق الإسلام، دون الحديث عن أنّ محمّد احتاج إلى القوّة البدنيّة للرّجال لفرض أفكاره ،و كان القربان و الهديّة في آن : النّساء

ففي زمن كانت التّجارة تشمل البشر كعبيد ، أجاز محمّد ملك اليمين و هو محفّز رائع لاجتذاب الرّجال من أعضائهم التّناسليّة ، فمحمّد في الحقيقة كان يتعامل كالمومس : إلعق ذكره يدفع بسخاء ، و مع أنّ التّشبيه هنا فيه نوع من التّهكّم إلاّ أنّه يمثّل تصويرا ً جيّدا ً لعبقريّة محمّد في التعامل مع نوازع النّاس ، و ربح الرّجال للتقليل من الأخطار النّاجمة عن المعارضة "العنيفة" و نفس الشّيء ينطبق على السّبايا من نساء غير المسلمين ، اللاّتي اعتبرن مجرّد "لعب شهوانيّة" يربحها المسلمون كغيرها من الغنائم إذا أبلوا بلاء ً حسنا ً في الحرب ،

و لم يتوقّف محمّد عند هذا الحدّ ، فمعرفته التّامّة بما يحبّه الرّجال من النّوع الحيوانيّ الطّاغي ، أعطى أفضليّةً مطلقة ً للرّجال على النّساء  سواء تعلّق الأمر بأحكام تشريعيّة كالمواريث ، أو بطريقة غير مباشرة من خلال الإيحاء بأنّ المرأة أقلّ منزلة ً من الرّجل : " لو أمرت أحدا ً أن يسجد لأحد ، لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها " ما منع محمّدا من الإقدام على مثل هذا الأمر ، هو  ما ادّعاه من توحيد لله و منع السّجود لغيره ، و الحديث دليل على أنّ من يسمّيه المسلمون نبيّا ً رسولا ً كان يستعمل ديماغوجيّةً متطرّفة لتقوية مشروعه

و على صعيد آخر ، كان محمّد يحفّز المسلمين على الإنخراط في صفوف المجاهدين إبّان الغزوات ، فيعد المؤمنين منهم بالجنّة في حال استشهادهم ، بينما يقدّم عرضا ً مغريا ً لمن يبحثون عن أهداف دنيويّة ، لعلمه بضرورة تقوية مشروعه بكلّ المحفّزات الممكنة ، و الآية التّالية تظهر جانبا ً من سياسة التّحفيز الّتي اتّبعها محمّد ، من خلال طريقة اقتسام الغنائم :
"و اعلموا أنّما غنمتم من شيء فإنّ لله خمسه و للرّسول و لذي القربى و اليتامى و المساكين و ابن السّبيل"
أي أنّ أربعة أخماس للمجاهدين ، مع أنّ الهدف المعلن من الغزوات هو إعلاء كلمة الحقّ ، إلاّ أنّ الهدف الدّفين هو السّبي و الغنائم و النّهب ، و لو كان المراد هو الإصلاح و الخير فعلا ً ، لكان الجزء الأكبر لليتامى و المساكين و ابن السّبيل و ذي القربى ، و لكنّ ذلك كان ليمنع الكثير من المسلمين من الخروج مع محمّد للجهاد ، لضعف المحفّز

و  لضمان إسكات المعارضين حتّى لا تظهر سيّئات الإسلام - و عماده الأساسيّ : القرآن- إهتدى محمّد إلى تشريع متطرّف ، إذ يعتبر الإسلام أنّ دم "المسلم" حرام إلاّ من ثلاث ، كما جاء في الحديث الصّحيح : " لا يحلّ دم امرئ مسلم إلاّ من ثلاث ، النّفس بالنّفس ، و الثّيب الزّاني ، و التّارك لدينه المفارق للجماعة" ، و مازال هذا الحديث مقبولا ً لدى المسلمين ، و يغيّبون الحق ّ البيّن عن عقولهم ، و يتحجّجون بأنّ تارك الإسلام يستحقّ الموت بدعوى أنّ الله هداه أو خلقه مسلما ً و ترك الإسلام ، فهو خائن لله بحسبهم ، و إلى غاية كتابة هذه السّطور ، لا يزال حكم قتل المرتدّ يطبّق في كثير من المناطق حيث ينتشر الفكر التطرّفي ، و للتّذكير فقط ، يتعارض هذا الحكم حتّى مع مبدأ "باب التّوبة المفتوح للنّاس" الّذي يدّعيه الإسلام ، و يضع حدّا ً للإنسان المرتدّ بقتله ، بصرف النّظر عن احتمال "توبته" و عودته إلى الإسلام

تناقضات قصّة آدم مع إبليس

لا يخلو القرآن من التّناقضات المتعدّدة الأوجه ، سواء تعلّق الأمر بسرد أحداث القصص أو فيما يختصّ بصفات الله و الملائكة ، و قصّة إبليس مع آدم و كيف أخرجا من الجنّة من الأمثلة الكثيرة على مثل هذه التّناقضات.
أوّلا ً : استشارة الله الملائكة
سورة البقرة 30-
وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ

الآية مفهومة بظاهرها ، و الواضح أنّ الله عرض على الملائكة اقتراحه بجعل خليفة له في الأرض ، مع أنّه من المفترض أنّه "فعّال لما يريد" و لا يحتاج أن يقترح أو أن يستشير أحدا ً  ، و زيادة على ذلك ، بحسب نفس الآية ، إعترض الملائكة على الفكرة ، و الإعتراض"عصيان" و الّذي يفترض أنّه ليس من صفات الملائكة
بل و استكبر الملائكة و افتخروا بكونهم يسبّحون بحمد الله و يقدّسون له ، و كأنّهم يوحون بحسب الآية ، أنّه (أي الله) يكفيه خيرة من خلق من المسبّحين ، و لا حاجة لخلق منافس من نوع آخر قد يفسد في الأرض و يسقك الدّماء ، أو يخطف منهم الأضواء الإلهيّة الّتي يفتخرون بها .
و انتهت الآية بالردّ الإلهي : إنّي أعلم ما لا تعلمون ...ربّما لأنّ الملائكة كان لديهم شكّ في هذه الصّفة من صفات الله ، فأكّد لهم هذا الأخير أنّه فعلا ً أوسع علما ً منهم
!!!!
ثانياً : سجود الملائكة و امتناع إبليس
و خلق الله آدم ، و أمر "الملائكة" بالسّجود له : " و إذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلاّ إبليس كان من الجنّ ففسق عن أمر ربّه" و للتذكير ، تختلف الملائكة اختلافا ً كليّا ً عن إبليس ، فحسب الإسلام ، تعتبر الأولى مخلوقةً من نور بينما الجنّ مخلوق من نار السّموم ، و الطّلب كان موجّها ً للملائكة بظاهر الآية ، فكيف يتّهم إبليس بالعصيان و الطّلب لم يشمله ؟ و إذا اعتبرنا أنّ الأمر بالسّجود شمل إبليس ، لم يعاتب على اعتراضه ؟ ألم تعترض الملائكة من قبل على خلق آدم و لم يغضب الله منها؟

 و نتيجة لعصيانه الله ، أمره الله بالخروج من الجنّة ، أي أنّه نفاه من الجنّة كما يقول لشيء "كن فيكون" و لكنّ الملاحظ ، أنّه ، بحسب القرآن ، وجد إبليس الوقت الكافي للتّفاوض :
" قال فاهبط منها فما يكون لك أن تتكبّر فيها فاخرج إنّك من الصّاغرين13 قال أنظرني إلى يوم يبعثون14 قال إنّك من المنظرين15"
13-14-15 من سورة الأعراف

و بعدما أتمّا الإتّفاق ، خرج إبليس طبعا ً من الجنّة ، أي أنّه لم يعد له وجود فيها ، و هي الّتي لا يمكن بلوغها "كمكان عادي" كما ينتقل شخص افتراضي من نقطة إلى أخرى في الزّمن و المكان ، فهي صرح "إلهي" لا يمكن بلوغه إلاّ يإذن الله ، و لكنّ القرآن يؤكّد أنّ آدم و حوّاء وقعا ضحيّة وسواس الشّيطان : فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْآتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَٰذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ 20 وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ21
و بطريقة ما ، عاد إبليس إلى الجنّة ، و قام بوسوسة آدم و حوّاء ، مع أنّه نفي منها . 
 هذه القصّة مثال على التّناقضات الكثيرة الّتي جاءت في القرآن ، و كثيرا ً ما يقترح العلماء المسلمون تفسيرات خارقة للملمة ثغرات كهذه.

هل الإسلام عالميّ فعلا ً ؟

يقول المسلمون أنّ الإله القرآنيّ "الله" أرسل محمّدا للنّاس كافّة ، و الدّليل بالنّسبة لهم ، هو ما قاله محمّد عن نفسه : "...بعثت للنّاس كافّة" و ما قاله في قرآنه على لسان ربّه : " و ما أرسلناك إلاّ رحمة للعالمين" ...و لكنّ السّؤال الّذي يطرح نفسه بشدّة هو : ما الّذي يجعل الرّسالة المحمّديّة عالميّة ، مع أنّ أغلب مكوّناتها التّشريعيّة و الفكريّة تختصّ بشعب و منطقة محدّدة ؟
أكبر دليل على أنّ القرآن لا يمكن أن يكون ذا طابع عالميّ ، هو استحالة ترجمته أو حتّى ترجمة معانيه إلى لغات أخرى ، ممّ يجبر غير العرب من المسلمين ، إذا أرادوا "تدبّر" هذه "المعجزة الإلهيّة" أن يدرسوا اللّغة العربيّة ، ما يعتبر نوعا ً من الطّمس الثقافي للشعوب ، من خلال إيهامهم بأنّ الّلغة المختارة من قبل ربّهم للتّكلّم مع النّاس هي العربيّة إكبارا ً بملّتهم ، و الملاحظ هنا أنّ الشعوب الغير النّاطقة بالعربيّة حيث يقرأ القرآن و لا يفهم ، هي من بين أكثر الشعوب تمسّكا ً بالإسلام ،و مازال الحال كذلك إلى يومنا هذا ، و السّبب هو عدم اطّلاع عامّة أعاجم المسلمين على التناقضات الكثيرة الّتي جاءت في القرآن ، بينما يغض علماؤهم الطّرف عن نقائص هذا الكتاب ، خوفا ً من تهمة الردّة و التّهكّم على الرّسول ، أو لأنّ المصلحة تقتضي ترك النّاس تحت التّأثير المهلوس لقدسيّة الدّين و عماده الأساسيّ،القرآن

و إضافة ً إلى محدوديّة الرّسالة المحمّديّة ثقافيّاً ، نجد أنّ كثيرا ً من ممارساتها الشعائريّة مستحيلة التّطبيق في مناطق بعيدة عن شبه الجزيرة العربيّة ، ما يجعل الإسلام دينا ً محدودا ً جغرافيّا ً أيضا ً ، فالصّلاة مثلا ً ، الّتي تعتمد على مواقيت معيّنة من اليوم يحدّدها محلّ الشّمس في السّماء و مختلف مظاهره ، مثل الشّفق و طول الظلال ..الخ ، لا يمكن أن تؤدّى في مناطق قريبة من القطبين ، ففي البلدان الإسكندنافيّة يعمل الإنقلابين الشّتوي و الصّيفي على إطالة النّهار أو اللّيل ،بشكل يجعل من المستحيل أداء فرائض كالصّيام ، أو على العكس يجعلانهما قصيرين بحيث تصبح الصّلاة على غير شاكلة صلاة محمّد ، و تأثر بشكل سلبيّ على مسار الحياة اليوميّة للنّاس

و بالعودة إلى مثال الصّيام ، يجد الفقهاء المسلمون دائما ً حلولا ً غير منطقيّة يحافظون بها على أحقيّة دعوتهم ، فقد أفتوا بأن يتّبع المسلمون اللّذين يقطنون أقاصي الشّمال ، مواقيت أقرب بلد مسلم ، و هو حلّ أقرب للنّكتة منه إلى الفقه ، فهو ضمنيّا ً يعتبر أنّ بلدان الشّمال الأوروبيّ لم و لن تكون مسلمة ، و أنّ أقرب بلد مسلم سيضلّ ضمن دائرة المتوسّط أو آسيا الصّغرى و الجزيرة العربيّة و جنوب آسيا بشكل عامّ : ماذا لو اختفى الإسلام تماماً من المناطق التّقليديّة حيث نشأ و انتشر ، و لم يبق في العالم سوى أيسلاندا مسلمة ؟ هل يسقطون فريضة الصّيام و الصّلاة ، لأنّهما مستحيلتي التّطبيق بعيدا ً عن جزيرة العرب ؟

الحجاب:شذوذ الدّين




ظهر الإنسان الحديث كما نعرفه إلى العالم في شكله الطّبيعي العاري ، و المعروف أنّ هذا الثديي هو الحيوان الرئيسي الوحيد الذي لا
 يمتلك فروا ً أو وبرا ً ، قد يكون السّبب هو ارتياط محتمل بين جينات الذّكاء و تلك الّتي تختصّ بوجود الفرو أو الوبر و غيرهما ، و لن أتعمق في هذه الفكرة لأنّها ليست موضوع مقالي هذا . و لكن ، يبدو شبه مؤكّد أنّ الموطن الأصلي للإنسان الحديث كان أساسا ً المناطق الإستوائية ، حيث اعتمد في البداية على البحث كوسيلة لإيجاد الطّعام ، و انتقل بعدها إلى الصّيد ، و ابتكر الوسائل و الحيل الّتي تساعده على  اقتناص الفرائس ، و الأسلحة للدّفاع و الهجوم،و طوّر وسائل للإحتماء من الحيوانات الأخرى من خلال بناء منازل و
أسوار  بدائيّــة و غيرها 

و هذا يوضح أمرين هامّين : الأوّل هو أنّ التكيّف الأساسيّ و ربّما الوحيد للإنسان هو "ذكاؤه" المتميّز 
و الثّــاني هو أنّ الإنسان البدائي (و هناك أمثلة حيّة لمجتمعات بدائيّة مازالت معزولة ) لم يشعر بالحاجة إلى اللّباس نظرا ً للمناخ اللّذي نشأ فيه ، فالحرارة الشديدة في المناطق الإستوائية تفرض كشف أكبر مساحة ممكنة من الجلد للهواء للتّخلّص من الحرارة ، و الّتي لا تصل مباشرة ً عبر أشعّة الشّمس ، و إنّما من خلال الهواء و الرّطوبة ، فأرض الغابة المطريّة مظلّــلة تماما ً ، و هو سبب آخر لعدم تفكير الإنسان ، في تلك المرحلة ، في ارتداء ملابس تقيه أشعّة الشّمس

و لكنّ هذا الحيوان الجوّال المهاجر ، اضطرّ في وقت لاحق إلى التفكير بوسيلة للإحتماء من عوامل المناخ ، عندما انتقل إلى مناطق حيث تهبط درجات الحرارة في الشّتاء و يبرد الطقس مثلا ً ، فوجد في فرو الحيوانات الّتي كان يصطادها ملبسا ً للإحتماء من برد الشّتاء و كذلك الحال بالنّسبة للمجتماعات الّتي انتقلت للعيش في مناطق مفتوحة ، و الّتي اضطرّتها الشمس الملتهبة على الإحتماء خلف  ملابس فضفاضة ، الهدف الأساسيّ منها هو الاحتماء من أشعّة الشّمس المباشرة و ليس ، كما أراده الدّين لاحقا ً ، ستر "العورة" و أشكال الجسم ، خصوصا ً  لدى النّساء

و اللاّفت للانتباه هنا ، أنّ الملابس الواسعة الفضفاضة هي أفضل دفاع ضدّ أشعّة الشّمس ، فهي تلعب دور الواقي من هذه الأشعّة و في نفس الوقت توفّر فراغا ً بين الجلد و نسيج اللّباس يخلق منطقة عازلة ضدّ الحرّ الشّديد ، كما يحفظ شيئا ً من الرّطوبة يقلّل نسبة التعرّق و فقدان الماء من الجسم

و مع مرور الوقت ، إعتاد النّاس ارتداء الملابس ، الّتي كانوا ينزعونها للاغتسال ، أو لإقامة علاقة جنسيّة ، فارتبط التّعرّي باللّحظات الحميميّة للعلاقة الجسديّة الّتي يشكّل تلامس جلد الشّريكين فيها أحد العوامل الأساسيّة لتحقيق المتعة الشهوانيّة ، و صار كشف المرأة لجسمها في المجتمعات الّتي اعتادت اللّباس بمثابة إيماء بحاجتها إلى علاقة جسديّة
و تجدر الإشارة هنا ، إلى أنّ النّساء أكثر حاجة من الرّجال للّباس ، لسبب بسيط هو أنّ النّساء ، إضافة لكونهنّ أكثر حساسيّة من الرّجال للبرد ، يملكن جلودا ً أرقّ و عرضة ً للأضرار النّاجمة من التعرّض لأشعّة الشّمس ، و لهذا كانت النّساء هنّ الأكثر حاجةً إلى اللّباس من الرّجال في المناطق المكشوفة أو حيث يكون الشّتاء باردا ً ، و هي عموما ً المناطق الّتي ظهرت فيها الأفكار الدّينيّة المانعة للتّعرّي بهدف الحفاظ على "عفاف" الرّجال و النّساء على حد ّ سواء ، حسب هذه الدّيانات

و التحجّب في الإسلام مثال جيّد على شذوذ الدّين عن الطّبيعة ، فالإسلام لا يعتبر اللّباس حماية من العوامل الطّبيعيّة المختلفة ، و إنّما سترا ً للعورة ، مع أنّه ،أي الإسلام ، ورث تقاليد ارتداء الحجاب عن العرب حيث كانت الألبسة تلعب أساسا ً دور الحامي من أشعّة الشّمس الصّحراويّة ، و برد اللّيالي و صقيعها
و وسّع الإسلام حربه على النّساء ، حيث منعهنّ من التزيّن و اعتبر التبرّج من الجاهليّة ، مع أنّ الإعتناء بالمظهر و الجمال جزء لا يتجزّأ من طبيعة المرأة ، و غيّر الدّين الإسلامي طبائع النّساء لمدّة قصيرة من الزّمن فقط ، بما أنّ أحكامه لا تتلاءم مع الطّبيعة و عادت النّساء إلى التبرّج و التزيّن ، و ثارت بهدوء على القمع الدّينيّ الذكوريّ ، لتعيد الطّبيعة إلى توازنها الّذي أخلّت به الدّيانات ، و منها الإسلام

و للردّ على من يعتبرون أنّ التزيّن و التبرّج من أسباب الطّلاق و الزّنا و الإعتداءات الجنسيّة ، أقول : هل تمضي المجتمعات العارية وقتها في الجماع ؟ و الجواب هو : طبعا ً لا ، كما أنّ المسلمين اللّذين عاشوا مدّةً في بلدان أوروبيّة حيث يتفنّن النّاس في خلق ملابس على أقصى درجات التبرّج و الجمال ، لم يعودوا يهتمّون بكلّ فخذ مكشوف أو صدر عار ، بينما تجد الرّجال في المجتمعات المتشدّدة يلتهبون حماسا ًو تنتصب أعضاؤهم التّناسليّة بمجرّد أن تنزع امرأة قفّازها = بالنّسبة لهم ، إنّها "تتعرّى" و هذا يعني لعقولهم المنغلقة بالدّين ، إشارة شهوانيّة ، حتّى لو لم تقصد المرأة أن تكشف عن يدها أو رجلها بهدف التّعرّي لإقامة علاقة جنسيّة


و بالله أستعين 



إله القرآن لا يحبّ البنات

أفرأيتم اللّت و العزّى و منات الثالثة الأخرى ، ألكم الذّكر و له الأنثى ، تلك إذا ً قسمة ضيزى
  19-20-21-22  من سورة النّجم

إن يدعون إلاّ إناثا ً و إن يدعون إلا ّ شيطانا ً مريدا ً
النّحل 59

هذا ما يقول المسلمون أنّه كلام الإله ، الّذي انخرط في حياة النّاس و أصبح يحبّ ما يحبّون و يكره ما يكرهون ، و بما أنّ الله جنس ذكر في القرآن ، فهو لا يحب ّ الإناث ، كما كانت العرب تشمئز و تتشاءم من ميلاد الأنثى ، فالله الّذي يحدّثنا عنه المسلمون ، ما هو في الحقيقة سوى رجل من العصور الوسطى ، عربيّ : محمّد.