وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُواْ أَيْدِيَهُمَا جَزَاء مِّنَ اللّهِ نَكَالاً بِمَا كَسَبَا وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ
الآية 38 من سورة المائدة
فَمَن تَابَ مِن بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ
الآية 39 من سورة المائدة
طبعا ً ما المقصود من ظاهر الآية ؟ واضح أنّ الحكم بقطع يد السّارق حقيقيّ في القرآن ، و هذا الكتاب اللّذي يعتبره المسلمون منزّلا ً من عند إله ، لا بدّ من احترام آياته و العمل بها ، و الحكم بها ، على أساس أنّ "من لم يحكم بما أنزل الله فأولائك هم الكافرون"، كما يجزم المؤمنون بأنّ القرآن "كتاب الله"، أنّ هذا الكتاب لا لبس فيه ، و هذه الآية بالذّات تتضمّن من الغموض ما يكفي لجلب انتباه المراقب الملحد :
كيف يكون الله عادلا ً عندما يقضي بتعذيب شخص مدى الحياة لسرقة قام بها ؟ فالسّارق المقطوع اليد محكوم عليه بالتّعامل مع هذه الصفة طيلة حياته ، و يصبح معروفا ً بين النّاس كسارق ينفر منه الجميع و لا يأتمنه على شيء ، أليس هذا ظلما ً ؟
و الآية الّتي عقّب بها محمّد تظهر نوعا ً من السّخرية ، إذ يعد "الله" السّارق بقبول توبته ، بعد أن أتى على عضو من جسده و دمّر حياته الاجتماعيّة و المهنيّة إلى الأبد.
الزانية والزاني فاجلدوا كل واحدٍ منهما مئة جلدة
النّور 2
غريب أن يعاقب الإنسان على غريزته ، كيف يعقل أن يخلق الإنسان بشهوة و غريزة جنسيّة تحرّم عليه ؟ دعنا نعتبر أنّ الدّين أتى لتحقيق العدالة و المصالح و إبعاد الشرّ ، ما المصلحة في تحريم الزّنا ؟كان الفقهاء في القديم يبرّرون تحريم الزّنا بتفادي اختلاط الأنساب ، ما الّذي يجعله إذا ً محرّما ً على نساء في سن ّ اليأس أو في عصرنا الحاليّ باستعمال الواقيات ، أو الأدوية المانعة للحمل ؟
و العقوبة المبالغ فيها كثيرا ً و هي الجلد غير مفهومة خصوصا ً في حالة قيام شخصين راشدين بعلاقة جسديّة ، أين المضرّة الحاصلة حتّى يعاقب النّاس على الحبّ و المودّة ؟
و لم يكتف الإسلام بمعاقبة النّاس على شهواتهم و غرائزهم ، و إنّما توعّد بالانتقام من المسلم اللّذي يترك الإسلام ، و الحديث الصّحيح عن محمّد صريح في إباحة دم الشّخص التّارك للإسلام : "لا يحلّ دم امرئ مسلم إلاّ من ثلاث : الثّيّب الزّاني ، و النّفس بالنّفس ، و التّارك لدينه المفارق للجماعة " فالإسلام يتعامل بصرامة وحشيّة مع حريّة الاختيار ، و المقصود بهذا التّشريع ردع المرتدّين الغير المقتنعين بالدّين المحمّدي عن الإفصاح بردّتهم خوفا ً من القتل ، حتّى لا يتشجّع النّاس على ترك رجعيّة الدّين العربي الذكوريّ العنيف : الإسلام ...
و يشير الحديث المذكور أعلاه أيضا ً إلى التّعامل الدّموي للإسلام مع الممارسات الجنسيّة ، إلى حدّ استحلال دم الزّاني إذا كان متزوّجا ً حتّى و لو كان مسلما ً ، و هذا غير منطقيّ و مخالف للطّبيعة و الغريزة الإنسانيّة ، و الدّليل على خروج أحكام الإسلام (و عموم الدّيانات السّماويّة)عن الطّبيعة أنّها لم تتمكّن يوما ً من القضاء على ممارسات طبيعيّة تماما ً كالزّنا ، فما دام هناك رجال و نساء و إعجاب و حبّ هناك علاقة جسديّة سواء بما أحلّه الإسلام أو خارج نطاق الزّواج و ملك اليمين ، و حتّى العلاقات الّتي يعتبرها أتباع الدّيانات غير طبيعيّة ، إنّما هي في الحقيقة استجابة أقوى من أيّ إله للغريزة و التركيب البيولوجي و الهرموني للإنسان ، و المقصود هنا اللّواط و السّحاق ، و الّتي وصل الحدّ بالبعض أن استحدثوا طرقا ً غريبة في عقاب من يمارسهما كالإلقاء من مرتفع أو شرفة ...إلخ.
و تجدر الإشارة هنا إلى أنّ كثرة الإعتداءات الجنسيّة ضدّ الأطفال تحدث في الأوساط حيث تكون الرّقابة صارمة على العلاقات الجنسيّة الطّبيعية سواء بين الجنسين أو بين أفراد الجنس الواحد.
عزيزي الملحد.
RépondreSupprimerقرأت مقالتك و أعجبني أسلوبك جدا و لكن دعني أرد علي كلا القضيتين اللتان قمت بعرضهما.
لنأخذ أولا السرقه و نظرك للوحشيه التي يتعامل بها الأسلام مع هذه المسأله
في الواقع أن المسأله ليست وحشيه بل هي عقوبه الغرض منها الردع ، و إلا إذا أتبعنا نفس المنطق لما طبقنا اي عقوبه أصلا علي وجه الأرض.
كون أن الأسلام يعاقب السارق بقطع اليد فإنك تنظر إلي السارق و كأنه يا حرام الملاك الطاهر البرئ .. تجاهلت حالات تم فيها السرقه بالأكراه .. تجاهلت حالات سرقه أوراق تثبت شركات و تخسر شخص خساره فادحه من ذمته الماليه .. إن أول ما يتبادر إلي ذهن المسروق عند معرفه السارق أن يقوم بقتله و ليس قطع يده فقط.
نقطه التوبه متعلقه بما قبل تطبيق الحد فأنا قد تبت و عملت صالحا حتي أثبت نيتي الصحيحه في التوبه كأن أقوم بإرجاع المسروقات مثلا ففي هذه الحاله يسقط الحد تماما ( أين الوحشيه و الدمويه هنا .. بل إن ذلك يعد تسامحا و فتح باب للتوبه ) ولا أعتقد أن من تتوافر فيه الطبيعه الأجراميه سوف يفكر في التوبه فهو شخص مجرم لذلك علينا أن نقابل القسوه بالقسوه. سرق أموالنا نسرق يده .. ((عزيزي هذا مجرم .. سارق و ليس ملاكا حتي نتعامل معه بمثل هذه الرقه))
ثم أن الحد يا عزيزي لا يطبق هكذا .. أمسكنا سارق فلنقطع يده هيا بنا .. بل أن تطبيق الحد يمر بعده مراحل معقده من تعزير و هناك فترات ترفع فيها الحدود و الكثير من هذه العقبات التي نضعها قبل أن نطبق العقوبه
مسأله الزنا
لا يمكن تفسير أن سبب تحريم الزنا هو إختلاط الأنساب فقط حتي إذا ما توافر لدينا condom نحلله .. أين الضرر النفسي .. هل تقبل علي نفسك أن تتلوي زوجتك في أحضان رجل أخر غيرك .. إذا قلت نعم فأنت أستثناء من أصل القاعده و لا يمكن أن نبيح علي الأستثناء فالأمور تقاس علي أصولها و ليس علي أستثناءاتها.
ثم أن كما قلت لك سابقا الحدود تدرأ بالشبهات و نضع العقبات الكثيره قبل أن نطبق الحد علي الشخص و هناك حالات ترفع فيها الحدود كغلاء المهور مثلا و البطاله الغير محتمله و هكذا من الأوضاع التي نعيش فيها الآن
ثم أن في الثيب يرجم لأنه لا يوجد ما يبيح له هذه الفعله .. أن الشخص مباح له أن يتزوج إلي أربع .. بالمناسبه ملكات اليمين لسن كما تتخيل أنني أتزوج 4 و أتخذ ما شئت من الجواري .. الجاريه تحسب زوجه و تحرر بعد ذلك و من فضلت لا تتكلم عن شيء لم يعد موجود هذه الأيام .. فإنه بوجود هذا النظام في العالم أجمع يوجد و بعدم وجوده يعدم ( هل دماء نسائنا رخيص حتي لا نساوي بينهن و بين غيرهن في حالات السبي مثلا)
أما وصفك لعلاقه الزنا بأنها علاقه طبيعيه فهو وصف غير دقيق .. إن الزنا مخالف للفطره الأنسانيه أصلا .. إذا كنت أنت تزني فسأكررها لك أنت إستثناء خرجت من الفطره لذلك تراها مسأله طبيعيه فلا يمكن أن نراعيك في القواعد بل إننا نراعي الأصل العام و هو الزواج
في النهايه أتمني أن تتخلوا معشر الملحدين عن نظره الفتيات في الأحلام الورديه و الأنسانيه و أننا ملائكه و لسنا بشرا فينا المجرم و فينا الصالح و فينا السارق و فينا الشرطي و فينا و فينا و كفاكم نظرات الأنسانيه و الحريه و الحب و الجمال و تسميه القبيح بمسميات جميله